أدواته فداوى جرحك..
بادرته، قائلا: أشكره جزيل الشكر، وأعطيه جزاءه على خدمته.
قال: لكنه لم يطلب جزاء ماديا على ذلك، بل جعل جزاءه أن يمسك سكينه ويضع في قلبك جرحا بدل الجرح الذي في يدك.
قلت: أقاتله إن هم بذلك، فإني أرضى أن تجرح يداي جميعا، بل جميع أطرافي، ولا أرضى أن يجرح قلبي، فهو المحرك الذي يضخ الحياة لأعضائي وأجهزتي.
قال: وهكذا يفعل المتكرم الذي يضع بعض فضلاته في يد هؤلاء المساكين، ثم يمسك سكينه، ويقطع قلوبهم إربا إربا.
قلت: فهمت قصدك، أنت تريد المن والأذى الذي يتعامل به المكرمون مع المساكين.
قال: نعم، فإن المن أخطر من الفقر، فالمن يصيب الروح والقلب والحقيقة الإنسانية، بينما الفقر لا يصيب إلا بعض أجزائك الظاهرة.
قلت: ذلك صحيح، فقد اشتد القرآن الكريم في النهي عن كل ما يؤذي الفقير.
قال: لأن الله تعالى الرحيم يعلم دخيلة الفقير، فهو لا يشكو من الجوع بقدر ما يشكوا من الحرمان النفسي والاجتماعي.
قلت: ولهذا اعتبر الله تعالى القول المعروف والكلمة الطيبة التي تقال