قال: لقد وضع الأب صدقته في المسجد
لينالها المستحق، فجاء ابنه وأخذها لا بسبب كونه ابنا له، وإنما لكونه من
المستحقين، فلذلك أخبر a
بقيول صدقة يزيد، وحل ما أخذه معن.
قلت: ولهذا أرشد الله إلى المستحقين
للزكاة بقوله:{ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا
يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ
التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا
تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}(البقرة:273)
قال: دعنا من هذا، فلهذا محله
الخاص، ولنعد للظلم الذي يقع فيه الكرماء.
قلت: لقد تحدثنا عن الظلم الذي يجعل
الكرم موضوعا في غير موضعه، وبالتالي لا يحقق الغرض المقصود منه.
قال: وهناك ظلم أشنع منه.
قلت: أشنع منه.. ما هو؟
قال: أرأيت لو زرت طبيبا ليعالج
جرحا طفيفا أصابك، فأخذ هذا الجراح