قلت: لو كان في كل ألف منا واحد من
أولئك السابقين، لصار في كل مليون ألفا، وفي كل مليار مليونا، ونحن الآن نتجاوز
المليار، ولا أظن أن فينا مليونا من أولئك.
قال: فنلفرض صحة هذه النسبة التي
ذكرتها، فكم فيها من الأغنياء الذين يسمح لهم غناهم بالكرم الأصيل العالي؟
قلت: نسبة قليلة هي الأخرى، لا تكاد
تذكر.
قال: فدعنا من هؤلاء إذن، فلا يمكن
أن تتعلق القلوب بمثل هذه النسب الضعيفة.. فأخبرني، كيف يكرم كرماؤكم؟
قلت: يعطون المحتاجين؟
قال: وهل يبحثون عن المحتاجين
فيعطوهم، أم يمدون أيديهم لكل سائل؟
قلت: في العادة يمدون أيديهم لمن
يسألهم.
قال: ولو كان من يسألهم لا يستحق
العطاء.
قلت: يقولون: المهم أن أجرنا قد وصل
بغض النظر عمن نعطيه، وربما يتسدلون بما روي عن أبي يزيد معن بن يزيد بن الأخنس
قال: كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فأخذتها
فأتيته بها فقَالَ: واللَّه ما إياك أردت! فخاصمته إِلَى رَسُول اللّهِ a فقال:( لك ما نويت