responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 295

قال: فاضرب لي مثالا على ذلك.

قلت: أقذر شيء إلى نفسي أن أتناول جيفة أو أشرب دما أو أذوق لحم خنزير، ومع ذلك، فإني إذا اضطررت إلى تناولها تناولتها لأحفظ حياتي، كما قال تعالى:{ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(النحل:115)

قال: ولماذا اضطررت إلى هذه المستقذرات؟

قلت: لعزة غيرها، وعدم ظفري به.

قال: ففي تلك الحالة التي تقف فيها على أعتاب الموت ماذا تشعر؟

قلت: أشعر بضياع عظيم وانحدار عميق، فالموت بأشباحه ينتهز فرصة غفلتي ليضمني إلى حزبه.

قال: ألا تيأس في ذلك الحين؟

قلت: أيأس فقط؟.. بل تجتمع في بحري كل أنهار الكآبة وكل سيول الحزن.

قال: في ذلك الحين يمكنك أن تتعلم لسان الاضطرار؟

قلت: كيف؟

قال: لسان الاضطرار يتولد من شعورك بعدم كل شيء إلا وجوده، وبفقد كل شيء إلا رحمته، وباليأس من كل شيء إلا الأمل فيه.

قلت: أهذا الشعور وليد ظرف خاص أمر به، أم هو وليد كل ظرف؟

نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست