responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 296

قال: أما العارفون، فيعيشون الاضطرار، وهم في بحار النعم، لأنهم لا يرون منعما غير الله، فلا يضطرون لغير الله.

قلت: لقد ذكرتني بقول ابن عطاء الله:( ما طلب لك شيء مثل الاضطرار، ولا أسرع بالمواهب إليك مثل الذلة والافتقار )

قال: بل ذكرتك بقوله تعالى:{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ}(النمل:62).. أتدري السر الذي جعل العارفين يشعرون باضطرارهم الدائم إلى الله؟

قلت: ما هو؟

قال: هو ما عبر عنه الحق تعالى في هذه الآية بقوله:{ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ }

قلت: هذا خطاب للمشركين يذكرهم بالله.

قال: وهو خطاب للغافلين يدعوهم لتحطيم الأصنام التي ترقد في جوانب كعباتهم، وتحول بينهم وبين الاضطرار لله.

قلت: لا أعلم أن في الأرض كعبة غير الكعبة.

قال: في قلب كل إنسان كعبة، منهم من يعمرها بالتوحيد، ومنهم من يملؤها بالأصنام.

قلت: ولكني لم أفهم كيف يشعر بالاضطرار من يعيش في بحار النعم، فلا أعلم الاضطرار إلا في الوقت الذي يباح فيه أكل الميتة.

نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست