قلت: نعم.. المرشد موظف في
تلك المدائن، ولكن ما علاقة ذلك بفأسه.
قال: لم يكن المرشد موظفا
في تلك المدائن، بل كان هو المدائن.
قلت: والكنوز.
قال: تلك هي ثروته.
قلت: فأين كنا نحن؟
قال: في أعماقه.. ألم أقل
لك: هيا نبحث في أعماق ذلك الفقير الذي حزنت له عن كنوز الفقراء؟
قلت: أكل ذلك الجمال، وتلك
الثروة في أعماق فقير واحد؟
قال: نعم.. ويمكنها أن تكون
لك جميعا.. بل لكل راغب فيها.. فجود الله عظيم.
قلت: فكيف لي أن يكون في
أعماقي ما رأينا في أعماقه؟
قال: بالحب والإرادة
والعزيمة.
قلت: فأنا أحب وأريد.
قال: لا يكفي ذلك، بل لا بد
أن تعزم، ألم تسمع إلى الحق تعالى وهو يقول:{ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ
قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً}(طـه:115)، فقد