responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 114

قلت: ولكن هناك من يجادل في كثير مما ذكرت.. فيعتبر هذا الثناء العطر على رسول الله r شركا..

قال: أين الشرك؟

قلت: إن البوصيري يقول ـ مثلا ـ:

وانسُبْ إلى ذاتِهِ ما شئتَ من شرف

وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَم

فَاِنَّ فَضلَ رسولِ اللهِ ليس له

حَدٌّ فَيُعرِبَ عنهُ ناطِقٌ بِفَمِ

لو ناسَبَتْ قَدْرَهُ آياتُهُ عِظَمَاً

أحيا اسمُهُ حين يُدعَى دارِسَ الرِّمَمِ

قال: هذه أبيات رقيقة، تمتلئ تقديرا لرسول الله r.

قلت: لقد ذكروا أن الله تعالى هو المحيي المميت.. واعتبار اسم محمد محييا ـ ولو من باب الافتراض ـ شرك.

قال: ألم يقرأ هؤلاء ما قاله تعالى في حق رسول الله r.. فقد قال:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ )(لأنفال:24)

قلت: لكأني أسمع هذه الآية أول مرة.. لقد اعتبر رسول الله r محييا.. كيف غربت عنهم هذه الآية.

قال: لأنهم مهووسون بالشرك .. هم يتصورون الله كما يتصور ملوكهم رعيتهم.. فالملك يقبح صورة كل من مدحه الناس، أو توجهت له القلوب، خشية على كرسيه أن يسلب منه.

قلت: صدقت.. بل إنهم يرسمون لله صورة لا تختلف عن صورة الملوك والأمراء.

قال: لا تذكر لي أحاديث هؤلاء.. ودعنا في حضرة محمد r.. فلا ينبغي لمن أنعم الله عليه بالدخول إلى حضرته أن يزيغ بصره أو أن يطغى.

قلت: فأكمل لي ذكر ما بقي من أبيات البردة.

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست