قلوب ملايير البشر على مدار التاريخ محبة له وشوقا إليه مع
كونه كان يعيش في بيئة بدوية أمية بعيدة عن كل آثار الحضارة..
والأعجب من ذلك كله أن تلك المحبة وذلك الإعجاب لم يكن يخص
بصنف من الناس دون صنف كما تعودنا في مثل هذه الأمور.. فالفيلسوف يحب الفلاسفة..
والسياسي يحب السياسيين .. والأديب يحب الأدباء وهكذا.
بل نجد محمدا a قد نال محبة وإعجاب جميع أصناف الناس من عامتهم وخاصتهم..
وأدبائهم وفنانيهم.. وعلمائهم وأوليائهم.. وأحبارهم ومفكريهم.. بل حتى أولئك
المستشرقين من غير أتباعه الذين أتيحت لهم الفرصة للبحث عنه والتعرف عليه، لم
يملكوا إلا أن يشهدوا الشهادات الصادقة إعجابا به وتعظيما له.. بل حتى أعداءه لم
يملكوا في بعض لحظات الصدق التي عاشوها إلا أن يقروا بفضله وكماله.
بناء على هذا كانت هذه الرواية التي انطلق فيها بطلها ـ رجل
الدين المسيحي ـ من البحث عن القلوب التي حنت إلى محمد a وأحبته وتأثرت به.. فجمع لذلك الكثير من الشهادات التي سقناها في
هذه الرواية، كنماذج وأمثلة فقط، لأن الاستيعاب في هذا مستحيل.
وقد جعلنا هذه الرواية مقدمة لروايات تالية تتعلق بالتعريف
بمحمد a، وهي
[النبي المعصوم]، و[النبي الإنسان]، و[النبي الهادي] لتكمل الهدف الذي ترمي إليه
هذه الرواية.. وهو أن هذا الذي أحبته تلك القلوب الكثيرة، وأعجبت به تلك العقول
العظيمة ليس إنسانا بسيطان .. بل هو إنسان حاز كل ألوان الكمال، وظفر بكل معاني
الجمال التي جعلته محبوبا لكل صاحب فطرة سليمة.