وتحدث عن
إعجابه الشديد بسماحة الإسلام والمسلمين، فقال: (من الحقائق التاريخية أن النبي
أعطى أهل (نجران) المسيحيين نصف مسجده ليقيموا فيه شعائرهم الدينية. وها نحن أولاً
نرى المسلمين إذا بشروا بدينهم فإنهم لا يفعلون مثل ما يفعل المسيحيين في الدعوى
إلى دينهم، ولا يتبعون تلك الطرق المستغربة التي لا تتحملها النفس والتي يحبها الذوق
السليم. وقد أنصف القس ميثون الحقيقة في كتابه (سياحة دينية في الشرق) حيث يقول:
إنه لمن المحزن أن يتلقى المسيحيون عن المسلمين روح التسامح وفضائل حسن المعاملة
وهما أقدس قواعد الرحمة والإحسان عند الشعوب والأمم)[1]
(ليس من
فخار المسيحية أن تضم في تعدادها أولئك الذين يباعون لها من ولدان العبيد ولا
أولئك اليتامى الذين ينشأون في مهادها نشأة دينية مسيحية. أما الذين يعتنقون
الإسلام في وقتنا هذا من المسيحيين وغيرهم فإنما هم الخاصة سواء كانوا من الهيئات
الاجتماعية الأوروبية أو الأمريكية، كما أن إخلاصهم في ذلك لا شك فيه لأنهم أبعد
ما يكونون عن الأغراض المادية)[2]
(إن
الإسلام بلغ من تماسك بنائه، ومن حرارة إيمان أهله، ما جعله يبهر العالم بوثبته
الهائلة التي لا نظن أن لها في سجلات التاريخ مثيلاً، ففي أقل من مائة عام، ورغم
قلة عددهم، استطاع العرب الأمجاد وقد اندفعوا لأول مرة في تاريخهم، خارج حدود
جزيرتهم.. أن يستولوا على أغلب بقاع العالم المتحضر القديم: من الهند إلى الأندلس)[3]
(المسلمون،
على عكس ما يعتقده الكثيرون، لم يستخدموا القوة أبدًا خارج حدود الحجاز.. لإكراه
غيرهم على الإسلام. وإن وجود المسيحيين في أسبانيا لدليل واضح على