الهداية،
فبدأت أكتسب عادات روحانية مثل التفكر والتأمل وأصبحت نباتياً كي تسمو نفسي
وأساعدها على الصفاء الروحي، وأصبحت أؤمن بقوة السلام النفسي وأتأمل الزهور.. ولكن
أهم ما توصلت إليه في هذه المرحلة هو إدراكي أني لست جسدا فقط.
وفي أحد
الأيام بينما كنت ماشياً إذا بالمطر يهطل، وأجدني أجري لأحتمي من المطر، فتذكرت
مقولة كنت قد سمعتها قبل ذلك، وهي أن الجسد مثل الحمار الذي يجب تدريبه حتى يأخذ
صاحبه أينما يريد، وإلا فإن الحمار سيأخذ صاحبه إلى المكان الذي يريده هو.
إذاً
فأنا إنسان ذو إرادة، ولست مجرد جسد كما بدأت أفهم من خلال قراءتي للمعتقدات
الشرقية، ولكني سئمت المسيحية بالكلية، وبعد شفائي عدت لعالم الغناء والموسيقى
ثانية، ولكن موسيقاي بدأت تعكس أفكاري الجديدة، وأتذكر إحدى أغنياتي التي قلت
فيها:
ليتني
أعلم
ليتني
أعلم من خلق الجنة والنار
ترى هل
سأعرف هذه الحقيقة وأنا في فراشي
أم في
حجرة متربة
بينما
يكون الآخرين في حجرات الفنادق الفاخرة.
وعندها
عرفت أني على الطريق السليم.
وفي ذلك
الوقت كتبت أيضاً أغنية أخرى (الطريق إلى معرفة الله)
وقد
ازدادت شهرتي في عالم الموسيقى، وعانيت من أوقات عصيبة لأن شهرتي وغناي كانتا
تزدادان بينما كنت من داخلي أبحث عن الحقيقة.
وفي تلك
المرحلة أصبحت مقتنعاً أن البوذية قد تكون عقيدة نبيلة وراقية ولكني لم أكن
مستعداً لترك العالم والتفرغ للعبادة، فقد كنت ملتصقاً بالدنيا ومتعلقاً بها، ولم
أكن مستعداً لأن أكون راهباً في محراب البوذية وأعزل نفسي عن العالم.