responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 19

دخلت، وحييته معتذرا عن تنصتي عليه، فقال: لا بأس عليك.. ربما لا يصلح لحديثنا إلا هذا المجلس.. وفي هذا الوقت من الليل الذي يفترش فيه المحبون أقدامهم ليتنعموا بحرارة الأشواق الرفيعة.

قلت: لقد سمعتك تنشد أبياتا ممتلئة حبا ساميا، وأشواقا طاهرة.

قال: تلك بعض نفثات قلوب المحبين التي امتلأت بحرارة الإيمان والمحبة والشوق.

قلت: أيام جميلة هي تلك الأيام التي عاصرها أولئك الشعراء.

قال: وتلك الأيام لن تنقضي.. إن القلوب التي عبرت لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عن محبتها وأشواقها لا تزال حية تنبض بالحياة.

قلت: أين ذلك.. وقد ملأ الإعلام المنحرف قلوب الناس بالأشواق المدنسة، والهمم المنحطة.. لقد صار الحب بين الناس ـ في ظل هذه الحضارة المتعفنة ـ مرادفا للانحراف والفساد والرذيلة.. وصارت أشواق المحبين الرفيعة سلعة رخيصة تباع في سوق النخاسة.. وصار الأبطال في هذا الزمان هم كل راقص ومطبل ومزمر وناعق.

قال: ذلك سراب سرعان ما يفطن له الناس.. وذلك ضباب سرعان ما تشرق عليه الشمس لينقشع عن الحقيقة.

قلت: إلى متى !؟

قال: ذلك ليس بعيدا.. بل كل شيء يقرب إليه.

نظر من كوة النافذة إلى السماء المزينة بزينة النجوم، ثم قال: لقد عرفت في حياتي الطويلة كثيرا من الناس لاحظت في عيونهم ووجوههم وقلوبهم حرارة الشوق العظيم إلى محمد a.. لقد تشرفت بلقائهم والحديث إليهم..

قاطعته قائلا: فهل ستحدثني عنهم؟

قال: أجل..سأحدثك اليوم عن القلوب التي امتلأت بحب محمد a.. أو شعرت في

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست