لحظة
من لحظات الصدق بتعظيمها لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ولما جاء به.
قلت:
في أي بقعة من بقع العالم ظفرت بهذه القلوب؟
قال:
في كل بقاع العالم التي زرتها.. ليس هناك محل في الأرض إلا وفيه من يلهج لسانه
بذكر محمد، ويلهج قلبه بالشوق إلى محمد.
قال ذلك،
ثم قام إلى محفظته، وأخرج دفترا هو أشبه بالسفر، وقد كتب عليه هذا العنوان (قلوب
مع محمد)، ثم سلمنيه، قلت: ما هذا؟
قال:
في هذا الدفتر الذي صحبني طيلة فترات حياتي لم أسجل إلا نفحات الصدق التي فاهت بها
الألسن في لحظات تقدسها.
فتحت
الدفتر، فرأيت فيه أسماء كثيرة.. فسألت: ما هذه الأسماء؟
قال:
هذه أسماء من قدر الله لي أن ألقاهم، وأتنعم بالحديث معهم عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وقد كان كل فرد منهم شعاعا من
الأشعة التي اهتديت بها إلى شمس محمد a.
رحت
أقلب الكتاب فهالتني كثرة الأسماء.. فرحت أسأل: أكل هؤلاء التقيتهم؟
قال:
أجل.. كلهم قيض الله أن يكونوا سببا من أسباب هدايتي.
قال:
لقد فعلت.. لقد صنفت من رأيتهم إلى عشرة أصناف، يشملون أكثر أنواع الناس.. ففيهم:
العامة والخاصة.. وفيهم الأدباء والفنانون.. وفيهم العلماء والأولياء.. وفيهم
الأحبار والمفكرون.. وفيهم الأصدقاء والأعداء.
قلت:..
والأعداء !؟
قال:
أجل.. حتى الأعداء لم يملكوا ـ في لحظة من لحظات الصدق، أو لحظة من لحظات عودة
الوعي ـ إلا أن يعبروا عن تقديرهم الشديد لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.