قال:
لقد كنت أحب الرياضيات حبا شديدا.. وقد كان سر حبي لها هو حب المنطق أو التسلسل المنطقي
للأمور..
قلت:
فهل قادتك الرياضيات للإسلام؟
قال:
تستطيع أن تقول ذلك.. في يوم من الأيام أردت أن أطبق المنهج المنطقي مع القرآن..
لقد قرأته بحثا عن بعض الأخطاء التي تعزز موقفي عند دعوتي للمسلمين للمسيحية...
وكنت أتوقع أن أجد القرآن كأي كتاب بشري تلوح عليه آثار المؤلف، وآثار البيئة التي
أبدع فيها.
قلت:
فما وجدت؟
قال:
وجدت ما بهرني.. لقد وجدت أن القرآن ذلك الكتاب القديم الذي كتب منذ 14 قرنا لا
يتكلم عن الصحراء ولا عن البيئة العربية.. بل ولا عن محمد وحياة محمد كشأن الكتاب
المقدس عندنا.. بل هو كتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم.
كنت
أتوقع أن أجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد a مثل وفاة زوجته خديجة أو وفاة
بناته وأولاده.. لكني لم أجد شيئا من ذلك.
بل وجدت
فوق ذلك.. وهو ما أوقعني في حيرة عظيمة.. أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة
مريم، وفيها تشريف لمريم ـ عليها السلام ـ ولا يوجد مثيل لها في كتب المسيحيين ولا
في أناجيلهم.. وفي نفس الوقت لم أجد سورة باسم عائشة أو فاطمة.
ومثل ذلك
وجدت أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد a لم يذكر إلا 4 مرات فقط.
ثم أخذت
أقرأ القرآن بتمعن أكثر لعلي أجد مأخذا عليه.. لكني لم أجد إلا ما يبهرني:
لقد قرأت
مرة قوله تعالى:﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ
عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ