قال:
في مجلس من تلك المجالس لاحت أنوار عظيمة غسلت جميع أدران قلبي، ومحت جميع
ظلماته.. لقد كانت أنوارا لذيذة وجميلة لا يمكن وصفها.
قلت:
أنوار من تلك؟
قال:
أنوار الشمس التي لا تغيب..
قلت:
لم أفهم..
قال:
لم يكن دليلي إلى محمد إلا محمد.
قلت:
لا زلت لا أفهم.
قال:
أنا لست فيلسوفا، ولا لي قدرة على الجدل، ولا على البحث المضني.. ولكن مع ذلك لي
قدرة على تلمس الصدق والإخلاص.. وقد رأيت في محمد منهما كل ما يملأ القلب بالمحبة
السامية.
قلت:
والمسيح !؟.. ألم تكن مسيحيا؟
قال:
بلى.. ولا أرى أن حبي للمسيح يغني عن حبي لمحمد.. ذلك أني لم أصل للمسيح إلا بعد
أن وصلت لمحمد.
قلت:
كيف تقول ذلك، ومحمد جاء بعد المسيح.
قال:
لقد عرض للمسيح قطاع طرق كثيرون شوهوه.. ولم يعد للمسيح جماله ولا كماله غير محمد.
قلت:
فكيف تعلمت العربية.. وعلى من تعلمتها؟
قال:
علمتني المحبة.. لقد جعلتني تلك العيون الصادقة أتعلم من غير معلم.