لكي يضع
شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا معنى واحد هذا وحي من الله[1].
وقد ذكر
لي هذا الدكتور الفاضل أن من المعجزات الغيبيبة التي استوقفته، وجعلته يراجع نفسه
التحدي القرآني للمستقبل بأشياء لايمكن أن يتنبأ بها الإنسان وهي خاضعة لنفس الاختبار
السابق ألا وهو Falsification tests أو مبدأ إيجاد
الأخطاء حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره.
فالقرآن
ـ مثلا ـ يذكر أن اليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين، وهذا مستمر الى وقتنا
الحاضر، فأشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود.
وهذا
يعتبر تحديا عظيما، ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط ألا وهو أن
يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين، ويقولون عندها: (ها نحن نعاملكم معاملة
طيبة، والقرآن يقول إننا أشد الناس عداوة لكم ، إذن القرآن خطأ!، ولكن هذا لم يحدث
خلال 1400 سنة !! ولن يحدث، لأن هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس كلام
إنسان)
التفت
إلي، وقال: هل رأيت أن الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحديا
للعقول، فالله تعالى يقول:﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً
لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ
مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ
مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ (المائدة:82)
ومن
الآيات التي ذكر لي هذا الدكتور الفاضل أنها استوقفته تلك الآيات التي تنبئ عن وحي
الله لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بما في القرآن من الغيوب.. فالله تعالى يقول:﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ
الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ
أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ (آل عمران:44)، ويقول:﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا
إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ م
[1] انظر المزيد من النبوءات
الغيبية وتفاصيلها في رسالة (معجزات حسية) من هذه السلسلة.