ثمَّ
قالوا: (هذا ما يقوله القرآن الكريم. فهل هو
حقّ؟)
في
الحقيقة، لقد أخذوا في هذا بنصيحة القرآن الكريم:﴿ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ
لا تَعْلَمُونَ ﴾(النحل:43).. وحصل أن اختاروا
أستاذاً جامعيّاً في علم الأجنَّة من جامعة تورونتو في كندا، ولم يكن مسلماً. هذا
الأستاذ يُدعى (كيث موور)، وهو مؤلِّفٌ للعديد من الكتب في علم الأجنَّة، ويُعدُّ
من الخبراء العالميِّين المُبرِّزين في هذا المجال، وجَّهوا له الدَّعوة، ثمَّ
قالوا له: (هذا ما يقوله القرآن الكريم فيما
يخصُّ تخصُّصَكم. فهل هو صحيح؟.. ماذا تستطيع أن تخبرنا عن ذلك؟).. وأثناء إقامته في بلاد المسلمين، قدَّموا
له كلَّ المساعدة الَّتي احتاجها في الترجمة وكلَّ العون الَّذي كان يطلبه.
لقد كان
مذهولاً جدّاً بما وجد بحيث أنَّه غيَّر بعض النُّصوص في كتبه، فقد قام في الطبعة
الثانية من (تاريخ علم الأجنَّة) بإضافة بعض المواد الَّتي لم تكن موجودة في الطبعة
الأولى، وذلك لما وجده في القرآن الكريم، وحقّاً فإنَّ هذا يُصوِّر بوضوحٍ أن
القرآن الكريم سابقٌ لزمانه، وأنَّ أولئك الَّذين يؤمنون به يعرفون ما لا يعرفه
الآخرون[1].
ابتسم،
ثم قال: لقد كان من دواعي سروري أنِّي أجريت لقاءً تلفازيّاً مع الدكتور كيث موور،
وتحدَّثنا مُطوَّلاً حول هذا الموضوع، وكان ذلك بالاستعانة بالصور التوضيحيَّة
وغيرها، وقد ذكر بأنَّ بعض الأشياء الَّتي ذكرها القرآن الكريم عن نموِّ الإنسان
لم تكن معروفةً إلى ما قبل ثلاثين عاماً، لقد ذكر في الواقع موضوعاً مُعيَّناً
بشكل خاص، وهو وصف القرآن الكريم للإنسان بالعلقة في إحدى مراحل نموِّه، وأنَّ هذا
الوصف كان جديداً بالنسبة إليه، ولكنَّه عندما تفحَّص الأمر وجده حقيقة، وهكذا
أضافه إلى كتابه. لقد قال: (لم
يخطر ببالي ذلك أبداً من قبل)، ولهذا
فقد ذهب إلى قسم علم الحيوان وطلب صورةً للعلقة، وعندما وجد أنَّها تشبه
[1] انظر التفاصيل العلمية
المرتبطة بهذا، وبأقوال هذا الدكتور في رسالة (معجزات علمية) من هذه السلسلة.