الجنين
تماماً في هذه المرحلة من النموّ، قرَّر أن يضع الصورتين في أحد كتبه (صورة الجنين
وصورة العلقة).
بعد ذلك
قام الدكتور موور أيضاً بتأليف كتابٍ عن علم الأجنَّة السريريِّ، وعندما نشر هذه
المعلومات في تورونتو سبَّبت ضجَّةً كبيرةً في كلِّ أنحاء كندا.
لقد كانت
في بعض الصُّحف على الصَّفحات الأولى وفي جميع أنحاء كندا، وبعض العناوين
الرئيسيَّة كانت شديدة الطَّرافة. فمثلاً، كان أحد العناوين الرئيسيَّة يقول: (شيءٌ مدهشٌ وُجِدَ في كتابٍ قديم!)
ويبدو
واضحاً من هذا المثل أنَّ النَّاس لم يفهموا بوضوحٍ حول ماذا كانت كلُّ تلك
الضجَّة، وأحد الأمور الَّتي حدثت حقّاً أنَّ أحد الصحفيين سأل الدكتور موور: (ألا تعتقد أنَّ العرب ربَّما كانوا يعرفون
هذه المعلومات عن هذه الأشياء، أي عن وصف الجنين، وعن شكله وكيف يتغيَّر وينمو؟
فربَّما لم يكن هناك علماء، ولكنَّهم ربَّما قاموا بشيءٍ من التشريح الوحشيِّ على
طريقتهم – أي قاموا
بتقطيع النَّاس وتفحُّص هذه الأشياء)
فأشار له
الدكتور على الفور بأنَّه نسي شيئاً في غاية الأهميَّة، وهو أنَّ كلَّ صور الجنين
الَّتي عُرضت في الفيلم قد جاءت من صورٍ أُخِذت عن طريق المجهر؛ وأضاف قائلاً: (ليست المسألة هي إنْ كان أحد النَّاس قد
حاول اكتشاف علم الأجنَّة قبل أربعة عشر قرناً مضت، ولكنَّها في أنَّه لو حاول ذلك
فإنَّه لم يكن باستطاعته رؤية شيءٍ على الإطلاق!)
فكلُّ ما
يصفه القرآن الكريم عن شكل الجنين هو عندما يكون صغيراً جدّاً ولا يُرى بالعين
المجرَّدة، لذا فالمرء بحاجةٍ إلى مجهرٍ ليرى ذلك، إلَّا أنَّ مثل هذه الآلة لم
تُكتشف إلَّا قبل أكثر من مائتي عامٍ بقليل.
وأضاف
الدكتور موور ساخراً:
(ربَّما كان لدى أحدهم
ـ قبل أربعة عشر قرناً مضت ـ مجهراً سرِّيّاً، فقام بعمل هذه الأبحاث، ولم يرتكب
أثناء ذلك أيَّ خطأٍ يُذكر، ثمَّ علَّم محمَّداً