ذلك
بطريقةٍ ما، وأقنعه بأن يضع هذه المعلومات في كتابه؛ وبعدئذٍ حطَّم مجهره، واحتفظ
بسرِّه للأبد.. فهل أنت تصدِّق ذلك؟! يجب عليك حقّاً ألَّا تفعل، حتَّى تحضر
دليلاً للإثبات، لأنَّ مثل هذه النظريَّة ما هي إلَّا سخافة!)
وعندما
سُئِل الدكتور موور: (كيف تفسِّر إذاً وجود مثل هذه
المعلومات في القرآن؟) كان ردُّه: (لم
يكن هذا ممكناً إلَّا بوحيٍ من الله)
ومع أنَّ
هذا المثل عن بحث الإنسان عن معلوماتٍ مُحتواةٍ في القرآن الكريم قام به عالمٌ غير
مسلم، إلَّا أنَّه يعتبر صحيحاً، وذلك لأنَّ هذا الرَّجل واحدٌ من أهل الذِّكر في
هذا المجال، فلو ادَّعى شخصٌ عاديٌّ بأنَّ ما يقوله القرآن حول علم الأجنَّة صحيح،
لما كان لزاماً علينا قبول كلامه.
على
أيَّة حال فإنَّ المركز المرموق والاحترام والتقدير الَّذي يكنُّه المرء للعلماء
تجعل الإنسان يفترض تلقائيّاً صحَّة النتائج الَّتي يتوصَّلون اليها نتيجة البحث
في موضوعٍ ما.
وهذا ما
دفع أحد زملاء الدكتور موور ـ يُدْعى مارشال جونسون، ويعمل بشكلٍ مُكثَّفٍ في مجال
علم الجيولوجيا (علم طبقات الأرض) في جامعة تورونتو ـ لكي يصبح مُهتمّاً جدّاً
بالقرآن الكريم، لأنَّ الحقائق الَّتي ذكرها عن علم الأجنَّة كانت دقيقة، ولذلك
سأل المسلمين أن يجمعوا له كلَّ شيءٍ في القرآن الكريم ممَّا له علاقة بتخصُّصه،
ومرَّةً أخرى كان النَّاس مندهشين جدّاً من النتائج.
التفت
إلي، وقال: إنَّ عدداً كبيراً من الموضوعات مذكورٌ في القرآن الكريم، ممَّا
يتطلَّب بالتأكيد وقتاً طويلاً لتفصيل كلِّ موضوعٍ على حدة، فيكفي من أجل الهدف من
هذا النِّقاش أن أقول بأنَّ القرآن الكريم يضع تصريحاتٍ واضحةٍ ودقيقةٍ حول
موضوعاتٍ متنوِّعةٍ، وأثناء ذلك ينصح القارئ بالتثبُّت من صحَّتها بالبحث عند
العلماء، وكلُّ ما صُوِّر في القرآن أثبت صحَّته بوضوح.