وطبعاً
لا يوجد أيُّ كتابٍ مقدَّسٍ يقوم بتقديم مثل هذا الزَّعم، فكلُّ الكتب المقدَّسة
والمخطوطات القديمة الَّتي يملكها النَّاس تحوي بالفعل معلوماتٍ كثيرة، ولكنَّها
تذكر دوماً من أين جاءت تلك المعلومات.
فمثلاً،
عندما يناقش الإنجيل التاريخ القديم، فإنَّه يذكر بأنَّ هذا الملك عاش في المنطقة
الفلانيَّة، وأنَّ ذاك خاض المعركة الفلانيَّة، وأنَّ الآخر كان له أبناء كثيرون.
وهو
دائماً ينصُّ على أنَّك إنْ أردت الحصول على المزيد من المعلومات، فما عليك إلَّا
أن تقرأ الكتاب الفلاني أو العلَّاني، لأنَّه من هناك جاءت المعلومات. وباختلافٍ
كبيرٍ عن هذا الأسلوب، فإنَّ القرآن الكريم يزوِّد القارئ بالمعلومات، ثمَّ يقول
له إنَّ هذه المعلومات شيءٌ جديدٌ لم يكن يعرفه أحدٌ حين نزوله.
وطبعاً
كان هناك دائماً دعوةٌ للبحث في هذه المعلومات، للتأكُّد من صحَّتها وأصالتها
(إنَّها وحيٌ من الله تعالى).
ومن
المثير للدَّهشة أنَّ مثل هذا الطَّرْح لم يستطع أبداً أنْ يتحدَّاه أحدٌ من غير
المسلمين