رب.. إذا
كنت موجوداً حقاً فخذ بناصيتي إلى الهدى والنور، واهدني إلى دينك الحق الذي ارتضيته
للناس)
لقد ذكر
لي أنه استمر على ذلك زمناً طويلاً، حوالي ثمانية أشهر، قال: وفي ليلة الحادي
والثلاثين من شهر أكتوبر عام 1971م الموافقة للعاشر من رمضان من نفس العام، وبعد
أن فرغت من دعائي المعتاد رحت في نوم عميق، وعندها جاءني نور الهدى من الله عز
وجل، إذ رأيت العالم حولي في ظلام دامس، ولم يكن بوسعي أن أرى شيئاً، وإذا بجسم
شخص يظهر أمامي، فأمنعت النظر فيه، فإذا بنور حبيب يشع منه يبدد الظلمة من حولي،
لقد تقدم الرجل المبارك نحوي، فرأيته يلبس ثوباً أبيض وعمامة بيضاء، له لحية جعدة
الشعر، ووجه باسم لم أر قط مثله من قبل جمالاً وإشراقاً، لقد خاطبني الرجل بصوت
حبيب قائلاً: (ردد الشهادتين)، وما كنت حينئذٍ أعلم شيئاً اسمه الشهادتين، فقلت
مستفسراً: (وما الشهادتان؟) فقال: (قل: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً
رسول الله) فكررتهما وراءه ثلاث مرات، ثم ذهب الرجل عني.
ولما
استيقظت من نومي وجدت جسمي مبللاً بالعرق، وسألت أول مسلم قابلته: (ما هي
الشهادتين، وما قيمتهما في الإسلام؟)، فقال: (الشهادتان هما الركن الأول في
الإسلام، ما أن ينطقهما الرجل حتى يصبح مسلماً)، فاستفسرت منه عن معناهما فشرح لي
المعنى.
وبعد
عشرين يوماً من ذلك الحادث وكانت ليلة عيد الفطر سمعت صيحات التكبير يرددها
المسلمون من المساجد القريبة من دارنا، فاقشعر بدني واهتز قلبي، ودمعت عيناي لا
حزناً على شيء، بل شكراً لله على هذه النعمة، فالحمد لله الذي هداني أخيراً إلى ما
كنت أبحث عنه منذ سنين، لقد تم ذلك في عام 1971م وقد خَيَّرتُ زوجتي بين الإسلام
والمسيحية، فاختارت الإسلام، والجدير بالذكر أنها كانت في طفولتها مسلمة ومن عائلة
مسلمة تنصرت بسبب إغراءات المبشرين، وتبعاً لجهلها بأمور دينها الحنيف، كما تبعنا
أبناؤنا