responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 356

يترقّب هذا الخطاب والكنيسة كانت ضمن المترقبين، وقد توقعت أن أقوم بمهاجمتها أشد المهاجمة وإخراج كثير من أسرارها أمام الملأ والتجني عليها، هذا ما كانت تتوقعه، وقد أعدّت قبل خطابي مسودة لبيان سوف تنشره، وكان يرتكز على أنها وجدتني معدما فقيرا، وقامت بمساعدتي وتربيتي، وتكفلت بتعليمي حتى بلغت أعلى المستويات العلمية، ثم ها أنا أقوم بنكران الجميل وخيانة الأمانة ورد المعروف بالإساءة.

لكن الله خيّب فألهم وأغلق عليهم الطرق، حيث قمت بإلقاء خطاب خلاف توقعهم بدأ فيه بشكرهم على كل ما قدّموا له، وذكرت ما قدّموا لي من رعاية ومأوى وتعليم وغيرها بالتفصيل، ودنت لهم بعد الله بالفضل، إلا أني أشرت بطريقة لبقة إلى أن العقيدة وحرية الدين لا تسير وفق العواطف وفضل الله تعالى فوق كل فضل، ونعمة الله تعالى فوق كل نعمة، وذلك بصياغة تجعل كل مَن خَدَمَتهُ الكنيسة يُعِيدُ النظرَ في هذه الخدمة والرعاية وأنها ليست مقياسا لصحة العقيدة، وليست العامل المرجّح لاختيار الدين.

بعد الخطاب بيومين كان هناك حفل افتتاح مسجد الجامعة، حيث حضر هذا الحفل في باحة الجامعة رئيس جمهورية سيراليون وجمع من المسئولين وبعض رجال الكنيسة الذين دعتهم الجامعة لتكريس التسامح الديني ولتلطيف الجو بعد الخطاب الذي ألقاه القس الذي أسلم.

وفي الحفل بعد تلاوة القرآن الكريم قام الشيخ طايس الجميلي ممثل لجنة مسلمي إفريقيا التي تكفلت ببناء المسجد بألقاء كلمة أشار فيها إلى إسلامي وضمنها قوله تعالى:﴿ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ (المائدة:82)

وعندما شرع في شرح هذه الآية ووصل بشرحه عند الآية ترى أعينهم تفيض من الدمع والمترجم يترجم على الفور، رأيت القساوسة الذين حضروا أخرجوا مناديلهم يمسحون

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست