responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 392

لك فقط أن تعيش حياتك، بل المفروض عليك أن تعيشها بكل أبعادها.

صورة متكاملة للإسلام تنبثق فى ذهنى وبشكلها النهائى وبتحديد، مما أدهشنى، أحيانا كانت تتشكل فى عملية من الممكن أن أسميها تفاعلات ذهنية، وبدون وعى منى، فقد بدأت تتجمع من أجزاء متفرقة ومنتظمة، فإذا وضعت هذه المتناثرات بعضها إلى بعض، رأيت نظاما هندسيا دقيقا، أخذ ذهنى يجمعه فى السنوات الأربع الماضية، لأرى بناء كل عناصره متناسقة منسجمة، تتجمع لتتمم وتعاضد بعضها البعض، لا شئ فيه ينقصه، ولا شئ يزيد عن متطلباته متزن وهادئ، يعطى الإنطباع بأن مسلمات الإسلام كلها فى وضعها الصحيح.

منذ ثلاثة عشر قرنا مضت[1]، وقف رجل يقول : (ما أنا إلا رجل هالك، ولكن الذى خلق الكون أوحى إلى أن أحمل رسالته لكم، حتى تعيشوا منسجمين مع كل خلقه، وقد أمرنى بأن أذكركم بوجوده إلها له كل القدرة وكل العلم، وقد وضع لكم منهاجا للسلوك الصحيح، إذا قبلتموه فلتتبعونى.. هذا كان هو الرسول محمد a، وهذه كانت رسالته.

النظام الإجتماعى الذى أعلنه، كان من البساطة التى تربط مفرداته بالعظمة الحقيقية، بدأ بالتسليم بأن الإنسان كائن حى له متطلبات حيوية، وهذه المتطلبات تخضع للحل والحرمة اللذان يقرهما الله سبحانه وتعالى، وأن الإنسان اجتماعى بطبعه يجتاج إلى مجتمع يحيط به، ولكى يحقق إحتياجاته الثقافية والأخلاقية والطبيعية، فلابد أن يعتمد كل على الآخر.

إن ازدهار القوام الروحى للإنسان ـ وهو هدف كل الأديان ـ يعتمد عما إذا كان يتلقى دعما وتشجيعا وحماية له ممن حوله.

هذا التكافل الإجتماعى يظهر سبب اهتمام الإسلام بالنواحى العامة الإقتصادية والسياسية، ولا ينفصل عنها، ولتنظيم علاقات إنسانية بطريقة عملية بحيث لو قابل أى فرد


[1] بناء على الوقت الذي يؤرخ له المؤلف.

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست