فروع
المعرفة التي تمت بالارتباط بالقرآن. وإذا كان الرسول قد سمع بعض الأخبار
والمعلومات التاريخية، فإن هذا لا يبرر الافتراض بأنه قد قرأ المصادر التاريخية
كالتوراة في ترجماتها العربية. لقد وردت في القرآن معلومات تاريخية تختلف عما يدعي
اليهود وجوده في التوراة[1]، وقد ذكر الرسول أن اليهود
والنصارى حرفوا التوراة، وتمسك المسلمون بما جاء في القرآن.. لقد أشار القرآن إلى
كثير من الأحداث التي أحاطت بالرسول.. وكان لذلك أهمية في التاريخ الإسلامي لأن
الأحداث التي أشارت إليه الآيات صارت لها أهمية تاريخية كبرى للمسلمين، واستثارت
البحوث التاريخية)[2]
ومثل ذلك
ما ورد في الأحاديث النبوية، فهي أيضا من دوافع الاهتمام بالتاريخ لدى المسلمين،
قال: (إن أفكار الرسول التي تلقاها وحيًا أو التي أدى إليها اجتهاده نشّطت دراسة
التاريخ نشاطًا لا مزيد عليه، فقد أصبحت أعمال الأفراد وأحداث الماضي وحوادث كافة
شعوب الأرض أمورًا ذات أهمية دينية، كما أن شخصية الرسول كانت خطًا فاصلاً واضحًا
في كل مجرى التاريخ، ولم يتخط علم التاريخ الإسلامي هذا الخط قط)[3]
بل هو
ينسب تأسيس الاهتمام بالتاريخ للرسول a، فيقول: (تبقى حقيقة، هي أن الرسول نفسه وضع البذور التي نجني
منها اهتمامًا واسعًا بالتاريخ.. لقد كان التاريخ يملأ تفكير الرسول لدرجة كبيرة،
وقد ساعد عمله من حيث العموم في تقديم نمو التاريخ الإسلامي في المستقبل، رغم أن
الرسول لم يتنبأ بالنمو الهائل للمعرفة والعلم الذي سيتم باسم دينه)[4]
وتحدث عن
وضوح الإسلام مقارنة باليهودية والنصرانية، قال: (عندما ظهر الرسول
[1] انظر في هذا: رسالة
(الكلمات المقدسة) فصل (ربانية) من هذه السلسلة.