المصلحين
من عرفت حياتهم بالتفصيل مثل محمد، وإن ما قام به من إصلاح أخلاق وتطهير المجتمع
يمكن أن يعد به من أعظم المحسنين للإنسانية)[1]
وتحدث عن
المبادئ النبيلة التي جاء بها الإسلام، فقال: (إن الديانة الإسلامية كعقيدة توحيد،
ليس فيها شيء مجهول في ديانات التوحيد الأخرى إلا أن ظهورها في جزيرة العرب بروح
عربية عالية جعل لها طابعًا جديدًا باهرًا. وقد سميت الإسلام إشارة إلى تمام
الانقياد لإرادة الله، وهي في هذه العقيدة مشابهة للمسيحية إلا أنها تتجلى في
القرآن بقوة لا تعرفها النصرانية.. ولقد منع القرآن الذبائح البشرية، ووأد البنات
والخمر والميسر، وكان لهذه الإصلاحات تأثير غير متناه في الخلق بحيث ينبغي أن يعدّ
محمد في صف أعاظم المحسنين للبشرية. أن حكمة الصلاة خمس مرات في اليوم هي إبقاء
الإنسان من الصباح إلى المساء تحت تأثير الديانة، ليكون دائمًا بعيدًا عن الشر،
وحكمة الصيام تعويد المؤمن غلبة شهوات الجسم وزيادة القوة الروحية في الإنسان،
وحكمة الحج هي توطيد الإخاء بين المؤمنين وتمكين الوحدة العربية. فهذا هو البناء
العظيم الذي وضع محمد أساسه، وثبت ولا يزال ثابتًا بإزاء عواصف الدهور)[2]
وانطلاقا
من هذه الشهادات دعا إلى احترام الإسلام وعقد صلات الأخوة مع معتنقيه، قال: (لما
كان الإسلام دينًا من الأديان أصبح قوة أدبية عظيمة جدًا جديرة بالاحترام من وراء
الغاية، ولذا تقضي الحال بأن تقوم الصِلات مع أهله على أساس الإخاء والحب، وأهم
الشروط في هذه الروابط الحسنة احترام الإسلام احترامًا مطلقًا. وأن هذا الدين بفضل
ما نشره بعض الباحثين من العلماء المجردين عن الأغراض، وما وقف عليه بعض أرباب
الرحلات قد
[1] محمد والقرآن، ص 18 ( عن
ستودارد: حاضر العالم الإسلامي 1 / 32 )
[2] محمد والقرآن، ص 22، (عن
ستودارد: حاضر العالم الإسلامي، 1 / 32 – 33)