responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 555

عاشرا ـ الأعداء

فتحت دفتر الغريب على فصله العاشر، فوجدت عنوانه (الأعداء)، فقلت: ألا ترى من التناقض أن يوضع هذا العنوان في كتاب يبحث في القلوب التي تعلقت بمحمد a ؟

قال: لا.. ليس ذلك من التناقض.. فأكمل الناس من أجبر أعداءه على احترامه، ومحبته.. وقد كان محمد a أكمل من فعل ذلك.

قلت: لقد نطق القرآن بمثل هذا، فالله تعالى يقول:﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ (فصلت:34)

قال: وقد كانت حياة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم نموذجا كاملا لهذا الخلق الرفيع.. فقد كان له صدر واسع يحول الأعداء أصدقاء.. والحاقدين محبين.. والهاجين مادحين.

قلت: صدقت.. وقد ذكرتني بما رويته لي في رحلتك التي تعرفت فيها على معجزات النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم الحسية من تحول المعادين إلى محبين مخلصين[1].

قال: وأولهم أبو سفيان بن الحارث أخو النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم من الرضاع، فقد كان يألف النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أيام الصبا وكان له تربًا، فلما بُعث النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عاداه أبو سفيان عداوةً لم يعادها أحدًا قط، وهجا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وهجا أصحابه، ثم شاء الله أن يكفي رسوله a لسان أبي سفيان وهجاءه، لا بإهلاكه، وإنما بهدايته.

وحدث أبو سفيان عن نفسه، فقال: ثم إن الله ألقى في قلبي الإسلام، فسرت وزوجي وولدي حتى نزلنا بالأبواء، فتنكرت وخرجت حتى صرت تلقاء وجه النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فلما ملأ عينيه مني أعرض عنّي بوجهه إلى الناحية الأخرى، فتحولت إلى ناحية وجهه الأخرى.


[1] انظر: رسالة (معجزات حسية)، فصل (حماية) من هذه السلسلة.

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 555
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست