المعرفة،
ويكون الهدف من كلا الأمرين هو تدعيم العدل والعدالة في العالم.. وهذا يجعل
الإسلام قوّة إيجابيّة من أجل الخير في العالم، وهذه الأولويّات تنطبق على الغرب
كما تنطبق على العالم الإسلاميّ)
وقد قرأت
عليه بعد ذلك آراء وتصوّرات عميقة في أمّهات القضايا والتحدّيات التي تواجه
المسلمين في عالم اليوم، وهو حين يوجّه النقد الى الغرب لنظرته المنحازة والقاصرة
تجاه الإسلام، فانّه لا ينسى توجيه اللّوم الى بعض المسلمين في الشّرق أو الغرب
ممّن لا يفهمون التعاليم الإسلامية، ومن الصّعب ـ كما يقول ـ أن تفهم الغربيين
حقيقة الإسلام لأنّ الكثير من المسلمين الذين يعيشون في الغرب لا يمارسون ولا
يعيشون حسب تعاليم الإسلام.
ديفد كيربا:
من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (ديفد كيربا)، فسألت الغريب عنه،
فقال: هذا الرجل تبوأ أعظم منصب يمكن أن يتبوأه امرؤ في بلده.. هذا الرجل كان
رئيسا لجمهورية جامبيا.
قلت
متعجبا: رئيس جمهورية!؟
قال:
أجل.. ولا تكمن الغرابة في كونه رئيساً لجمهورية، وإنما لأن هذا الرئيس ولد مسلماً
ثم أبحر للغرب، وتشرب من فكره وقيمه وعقيدته، ودخل عالم السياسة، فدانت له،
واستهوته شهوة المناصب التي وصل إلى أقصاها، ولكن حين اقترب من القصر السياسي
أكتشف أنه قد نسي شيئاً مهماً.. نسي فطرته، فعاد إليها مسرعاً، وقد عبر عن ذلك
بقوله: (كنت أشعر دائماً أن لي قلبين في جوفي.. قلب لي وقلب علي.. أما القلب الذي
لي، فكان يدفعني إلى الدراسة والسياسة وخوض معركة الحياة.. وأما القلب الذي علي،
فكان ما يفتأ يلقي على عقلي وقلبي سؤالاً لم يبرحه قط، هو: من أنت ؟… وما بين القلبين مضت بي الرحلة الطويلة
استطعت معها ومن خلالها أن أحقق كل ما أصبو إليه، تحرير وطن أفريقي أسود، ووضعه
على خريطة الدنيا