responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 173

الفصل الثاني

السنة المطهرة وبيان الحقائق

لم تكتف العناية الإلهية بتلك التعاليم المقدسة التي تنزلت في القرآن الكريم، وإنما أضافت إليها تأكيدات وشروحات وبيانات مفصلة لفهمها والترغيب فيها وكيفية تنفيذها.

وقد شاء الله تعالى أن يكون ذلك كله على يد بشر يعرف طبيعتهم، ويعيش معهم وبينهم، يعاني ما يعانون، ويرغب فيما يرغبون، ليكون بلاغه واضحا تقوم به الحجة.

ولهذا رد الله تعالى على الذين طلبوا أن يكون رسولهم ملكا، وقالوا: ﴿لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ﴾ [الأنعام: 8]، بأن ذلك يتنافى مع التكليف والاختبار، فقال: ﴿وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ﴾ [الأنعام: 8]، وقال: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام: 9]

ولهذا كان مجرد كون المبلغ عن الله، والشارح لهديه بشرا نوعا من الاختبار الإلهي الذي وُضع فيه البشر، كما وضع فيه قبلهم إبليس الذي تمرد على الخضوع للبشر، مثلما تمرد تلاميذه على الخضوع لأنبيائهم.

ولهذا كان الاتباع المطلق للرسول الممثل للدين علامة على التسليم المطلق لله، ذلك أن الرسول لا يمثل نفسه، وإنما يمثل الجهة التي أرسلته.

وهذا مما تتفق عليه جميع عقول البشر؛ فهم يتعاملون مع المختصين والخبراء باعتبارهم ممثلين للتخصصات التي يتحدثون عنها، أو يرسلون رسائلهم من خلالها.

فإن تحدث الطبيب المختص الموثوق به في أي مسألة، أذعن له المستمعون، وسلموا لما يقول، بل لا يمكن للمرضى الاستفادة منه ما لم يتخلوا عن جدلهم، ويقبلوا ما يذكره

نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست