نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215
الوحي الإلهي، أو البيان النبوي،
كلاهما عرضة للسحرة والشياطين.
وكل ذلك يتنافى مع ما ورد في الآيات
التي لا تكتفي بالإخبار عن حماية الله تعالى لنبيه a، وإنما تعتبر ذلك من سنن الله تعالى مع أنبيائه جميعا حتى يمكنهم
أداء وظائفهم كاملة من دون أن تؤثر فيها أي جهة من الجهات.
وهذا لا يعني عدم تعرض الأنبياء
للأذى؛ فهم يتعرضون لذلك كسائر الناس، ولكن فرق كبير بين الأذى الحسي المحدود،
والذي يكتفي بظاهر الجسد، وبين الأذى الذي يتسلل إلى النفس والعقل؛ فيؤثر فيها
تأثيرا بليغا.
ولهذا ذكر الله تعالى حصانة رسول
الله a
من هذه النواحي، حتى لا يتهم أحد من الناس الوحي الإلهي، أو البيان النبوي، بأنه
كان عرضة لأمثال تلك الاقتحامات.
ومن الأمثلة على ذلك قوله في بيان عصمة
الله تعالى لنبيه a، وأنه لو كاده الإنس والجن، فلن يستطيعوا أن يفعلوا له شيئا، كما
قال تعالى مقررا ذلك: ﴿أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ
يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
الْكَافِرِينَ﴾ [المائدة: 67]
ومثله ما أخبر به عن أن كيد كل
أعدائه a سيرتد عليهم، قال تعالى:
(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ
الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ [الطارق: 15 - 17]
ولذلك اكتفى أعداؤه a بالسخرية والاستهزاء، وكل أسلحة
الضعفاء، ومع ذلك، فقد كفاه الله شأنهم، فسرعان ما ارتدت سخريتهم واستهزاؤهم
عليهم، كما نص على ذلك قوله تعالى: ﴿إنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ
(95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)﴾[الحجر: 95، 96]
وهذه سنة الله مع عباده المخلَصين،
كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ
نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215