responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 219

والرحمة كما ورد في الرواية.

وإذا كان الأمر كما قالوا، فلم ورد في القرآن الكريم التهديدات الشديدة لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إن لم يلتزم بأوامر الله مثله مثل سائر الناس، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)﴾ [الحاقة: 44 - 47]

وإذا كان الأمر كما قالوا، فلم كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أشد الناس خشية لله، ففي الحديث قال a: (ما بال أقوام يتنزهون عن الشئ أصنعه؟ فوالله إني لأعلمهم بالله تعالى، وأشدهم له خشية)[1].. أم أن تلك الخشية أيضا قد غرست في صدره a مع ما غرس من الرأفة والرحمة؟

نطرح هذه الأسئلة وغيرها، ونحن نتألم ألما شديدا أن يتعرض رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لمثل هذه الإهانات، وهذا التحقير، بحيث يصبح مغلوبا على أمره، لولا أن ينقذه الله بإخراج حظ الشيطان منه..

ولم يكتف الرواة بذلك التدليس الخطير، وإنما راحوا يذكرون أنه ـ مع تلك العمليات التي تعرض لها لإخراج نصيب الشيطان منه ـ إلا أن الشيطان كان يتسلط عليه؛ فقد رووا أن النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قال: (إن جبريل أتاني، فقال: إن عفريتا من الجن يكيدك، فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي)[2]

ورووا أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قال: (لقد أتاني شيطان فنازعني، ثم نازعني، فأخذت


[1] رواه مسلم (2356) (128)

[2] ذكره ابن أبى الدنيا فى مكايد الشيطان عن الحسن مرسلا (ص 88 89، رقم 67، وابن قتيبة فى تأويل مختلف الحديث (1/182)

نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست