responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 255

إنك رسول الله حقا، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع؛ فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل، فقال له مثل ذلك)[1]

والتي اعتذر لها بعضهم بأنها من كلام الزهري، وليست من كلام عائشة[2]، ولكن وجودها في كتاب في الصحيح، وضمن حديث يعدونه صحيحا، ويحفظونه عن ظهر قلب، له تأثيره الكبير في رسم تلك الصورة المشوهة التي حاول أعداء السنة استغلال الأحاديث لإشاعاتها ونشرها.

النموذج الثالث:

وهي تلك الأحاديث التي يطلق عليها [موافقات عمر]، والتي ألفت فيها المؤلفات الكثيرة، ومنها: نفائس الدرر في موافقات عمر، لأبي بكر ابن زيد الدمشقي، وقطف الثمر في موافقات عمر: لجلال الدين السيوطي، ونظم الدرر في موافقات عمر: لمحمد بن إبراهيم البلبيسي، والموافقات العمرية للقرآن الشريف: لمحمد بن جمال الدين، والدر المستطاب لموافقات عمر بن الخطاب: لحامد بن على العمادي الدمشقي، وضم الدرر في

موافقات عمر: لبدر الدين محمد بن محمد الغزي، واقتطاف الثمر في موافقات عمر: لابن البدر الخطيب البعلي الدمشقي، والموافقات التي وقعت في القرآن لعمر بن الخطاب: أحمد بن علي بن محمد المقدسي، وغيرها.

والتي يُهان فيها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، بل يهان القرآن الكريم نفسه، والذي يتوقف نزوله ـ حسب تلك الروايات ـ على الشدة التي يبديها عمر في المطالبة بنزول الأحكام كما يطلبها هو؛ فتأتي كما يطلبها هو، بل أحيانا تأتي بنفس الصيغة التي نطق بها.. وذلك ما يثير من الشبه التي يتعلق بها المنكرون للنبوة ما لا يعلم به إلا الله.

ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في الرواية أنه قال لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (يارسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى)، فنزلت الآية بنفس الصيغة[3].

ومنها أنه لما اجتمع على رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم نساؤه مطالبين بالنفقة، قال لهن عمر: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن)، فنزلت كذلك[4].

ومنها دعوته للحجاب، والذي نزل في شأنه قوله تعالى:﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ﴾ (الأحزاب: 53)

ومنها قوله لأمهات المؤمنين: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ....﴾ (التحريم: 5)، فنزلت كما قال.

ومنها ما ورد في تحريم الخمر في عدة آيات، كقوله تعالى ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾ (اليقرة: 219)، وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ (النساء: 43)، وقوله تعالى:


[1] صحيح البخاري، برقم (6581)

[2] ومن الأمثلة على ذلك قول ابن حجر: (ثم إن القائل (فيما بلغنا) هو الزهري، ومعنى الكلام: أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في هذه القصة. وهو من بلاغات الزهري وليس موصولا، وقال الكرماني: هذا هو الظاهر) (فتح الباري (12 / 359))

وقال أبو شامة المقدسي: (هذا من كلام الزهري أو غيره، غير عائشة، والله أعلم؛ لقوله: (فيما بلغنا، ولم تقل عائشة في شيء من هذا الحديث ذلك) (شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى، (ص 177))

وقال الألباني: (هذا العزو للبخاري خطأ فاحش، ذلك لأنه يوهم أن قصة التردي هذه صحيحة على شرط البخاري؛ وليس كذلك، وبيانه أن البخاري أخرجها في آخر حديث عائشة في بدء الوحي) (دفاع عن الحديث النبوي (40-41))

وهكذا رواه بهذه الزيادة أحمد (6 / 232 - 233) وأبو نعيم في (الدلائل) (ص 68 - 69) والبيهقي في (الدلائل) (1 / 393 – 395)

[3] رواه البخاري (402)

[4] رواه البخاري (402)

نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست