نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 99
في المواضع التي تستدعي ذلك، مثل كيفية تنفيذ التعاليم الإلهية، والتي
فسرتها السنة جميعا.
ويشير إلى هذا قول ابن عباس: (التفسير أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من
كلامها، فإذا قرئ على العرب فإنهم يفهمونه.. وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته، وذلك
كتفسير الآيات في الأحكام والعقائد التي يحتاج الناس إلى معرفتها.. وتفسير تعلمه
العلماء، وهي المعاني الخفية التي لايفقهها عامة الناس.. وتفسير لا يعلمه إلا الله
تعالى)
[الحديث: 198] وهو يشير إلى التفسير بالمصاديق والأمثلة والنماذج، ونص
الحديث هو قوله a
في تفسير قوله تعالى: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾
[الفاتحة: 7]: (المغضوب عليهم اليهود، وإن الضالين النصارى)[1]
فرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لم يقصد في هذا الحديث كون المقصودين هم اليهود والنصارى فقط،
وإنما ذكر نموذجا عنهما.. أي أن من أراد أن يعرف الغضب الإلهي، يمكنه أن يطالع
صفات اليهود، ومن أراد أن يطالع الضلال، فلينظر إلى النصارى.
وقد قال بعض المفسرين في بيان سر
ذلك: (هذا الفهم ينطلق من مواقف هذين الفريقين تجاه الدعوة الإِسلامية، فالقرآن
يصرّح مراراً أنّ المنحرفين من اليهود كانوا يكنون عداءاً شديداً وحقداً دفيناً
للإِسلام، مع أن علماء اليهود كانوا من مبشّري ظهور الإِسلام، لكنهم تحوّلوا إلى
أعداء ألدّاء للإِسلام لدى انتشار الدعوة لأسباب عديدة، منها تعرّض مصالحهم
المادية للخطر، وتعبير (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) ينطبق تماماً على هؤلاء اليهود،
لكن هذا لا يعني حصر مفهوم المغضوب عليهم بهذه المجموعة من اليهود، بل هو من قبيل
تطبيق الكلي على الفرد.. أما منحرفو النصارى فلم يكن موقفهم تجاه الإِسلام يبلغ هذا
التعنت، بل كانوا ضالين في معرفة الحق، والتعبير عنهم بالضالين هو أيضاً من قبيل
تطبيق