نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 209
ضيق المعيشة، وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عندالله من الكرامة،
وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة، فلقوا الله وهو
عنهم راض وعلموا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي، فتزودوا لاخرتهم غير الذهب والفضة
ولبسوا الخشن، وصبروا على القوت، وقدموا الفضل، وأحبوا في الله، وأبغضوا في الله
عز وجل أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة)[1]
[الحديث: 495] قال الإمام علي: (وذلك زمان لاينجو فيه إلا كل مؤمن
نومة، إن شهد لم يعرف، وإن غاب لم يفتقد، أولئك مصابيح الهدى وأعلام السرى، ليسوا
بالمساييح ولا المذاييع البذر، أولئك يفتح الله لهم أبواب رحمته ويكشف عنهم ضراء
نقمته)[2]
[الحديث: 496] قال الإمام علي: (إن الله تبارك وتعالى أخفى أربعة
في أربعة: أخفى رضاه في طاعته، فلا تستصغرن شيئا من طاعته فربما وافق رضاه وأنت
لاتعلم، وأخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئا من معصيته، فربما وافق سخطه وأنت
لاتعلم، وأخفى إجابته في دعوته فلاتستصغرن شيئا من دعائه فربما وافق إجابته وأنت
لاتعلم، وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبدا من عبيدالله فربما يكون وليه وأنت
لاتعلم)[3]
[الحديث: 497] عن نوف قال: بت ليلة عند أميرالمؤمنين فكان يصلي
الليل كله، ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء ويتلو القرآن، فمر بي بعد هدوء
من الليل، فقال: يانوف أراقد أنت أم رامق؟ قلت: بل رامق أرمقك ببصري يا
أميرالمؤمنين قال: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة أولئك الذين
اتخذوا الأرض بساطا، وترابها