نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 210
فراشا، وماءها طيبا، والقرآن دثارا، والدعاء شعارا، وقرضوا من الدنيا
تقريضا، على منهاج عيسى بن مريم عليه السلام.
إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى بن مريم عليه السلام قل للملأ من بني
إسرائيل لايدخلون بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأكف نقية، وقل
لهم اعلموا أني غير مستجيب لاحد منكم دعوة، ولاحد من خلقي قبله مظلمة.
يا نوف إياك أن تكون عشارا أو شاعرا أو شرطيا أو عريفا أو صاحب عرطبة وهي
الطنبور أو صاحب كوبة، وهو الطبل فان نبي الله عليه السلام خرج ذات ليلة فنظر إلى
السماء فقال: إنها الساعة التي لايرد فيها دعوة إلا دعوة عريف أو دعوة شاعر أو
دعوة عاشر أو شرطي أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة[1].
[الحديث: 498] عن أبي أراكة قال: صليت خلف أميرالمؤمنين علي بن أبي
طالب الفجر في مسجدكم فانفتل على يمينه، وكان عليه كآبة ومكث حتى طلعت الشمس على
حائط مسجدكم هذا قيد رمح، وليس هو على ماهو عليه اليوم، ثم أقبل على الناس فقال: أما
والله لقد كان أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهم يكابدون هذا الليل، يراوحون بين جباههم وركبهم كأن زفير النار في
آذانهم، فاذا أصبحوا أصبحوا غبرا صفرا بين أعينهم شبه ركب المعزى، فاذا ذكرالله
تعالى مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح، وانهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم.
ثم نهض وهو يقول: والله لكأنما بات القوم غافلين، ثم لم ير مفترا حتى كان
من أمر ابن ملجم لعنه الله ماكان[2].