نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 271
إِلَيْهِمْ ﴾ [إبراهيم: 37]: (أما إنه لم يعن الناس كلهم، أنتم
أولئك، ونظراؤكم، إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود أو مثل
الشعرة السوداء في الثور الابيض ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت، ويعظموه لتعظيم
الله إياه، وأن يلقونا حيث كنا، نحن الادلاء على الله)[1]
[الحديث: 656] عن ميسرة قال: كنا في الفسطاط عند الإمام الباقر نحو من
خمسين رجلا قال: فجلس بعد سكوت كان منا طويلا فقال: مالكم لا تنطقون لعلكم ترون
أني نبي؟ لا والله ما أنا كذلك، ولكن لي قرابة من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قريبة، وولادة، من
وصلها وصله الله، ومن أحبها أحبه الله، ومن أكرمها أكرمه الله.. أتدرون أي البقاع
أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه، فقال: تلك مكة الحرام
التي رضيها لنفسه حرما وجعل بيته فيها ثم قال: أتدري أي بقعة أفضل من مكة؟ فلم
يتكلم أحد وكان هو الراد على نفسه فقال: ما بين حجر الاسود إلى باب الكعبة، ذلك
حطيم إبراهيم نفسه، الذي كان يذود فيه غنمه ويصلي فيه.. فوالله لو أن عبدا صف
قدميه في ذلك المكان قام النهار مصليا حتى يجنه الليل وقام الليل مصليا حتى يجنه
النهار، ثم لم يعرف لنا حقنا أهل البيت وحرمتنا لم يقبل الله منه شيئا أبدا، إن
أبانا إبراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربه أن قال: ﴿ فَاجْعَلْ
أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم: 37]، أما إنه لم
يقل الناس كلهم، أنتم أولئك رحمكم الله ونظراؤكم، إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة
البيضاء في الثور الاسود، أو الشعرة السوداء في الثور الابيض، ينبغي للناس أن
يحجوا هذا البيت وأن يعظموه لتعظيم الله إياه، وأن يلقونا أينما كنا نحن الادلاء
على الله)[2]