وللأسف؛ فإن هذه الأحاديث تعرضت للكثير من التأويلات التي تتناقض مع
مدلولاتها الصريحة، ومن الأمثلة على ذلك قول النووي: (فالقول الصحيح الذي قاله
المحققون أن معناه لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان، وهذا من الألفاظ التي
تطلق على نفي ال شيء ويراد نفي كماله ومختاره، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، ولا
مال إلا الإبل، ولا عيش إلا عيش الآخرة)[2]، ومدلول كلامه أن الذي يترك
هذه المعاصي أكمل إيماناً ممن يقترفها.
ومثل ذلك قولهم في شرح قوله a: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)[3]، فقد قال الحليمي في
شرحه: (فدل هذا القول على أن حسن الخلق إيمان، وأن عدمه نقصان إيمان، وأن المؤمنين
متفاوتون في إيمانهم، فبعضهم أكمل إيماناً من بعض)[4]
ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية:
[الحديث: 105] عن عبيد بن زرارة قال: دخل ابن قيس الماصر وعمر بن
ذر وأظن معهما أبوحنيفة على الإمام الباقر فتكلم ابن قيس الماصر فقال: إنا لانخرج
أهل دعوتنا وأهل ملتنا من الإيمان في المعاصي والذنوب، قال: فقال له أبوجعفر: يا
ابن قيس أما رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقد قال: (لايزني الزاني وهو مؤمن، ولايسرق السارق وهو
مؤمن، فاذهب أنت وأصحابك حيث شئت)[5]
[1] رواه أحمد (3/ 135) (12406)، وابن حبان (1/ 422) (194)