نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72
[السجدة: 18] وبقوله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ
مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴾
[محمد: 14] فبين الله عز وجل بين الحق والباطل في كثير من آيات القرآن، ولم يجعل
للعباد عذرا في مخالفة أمره بعد البيان والبرهان، ولم يتركهم في لبس من أمرهم،
ولقد ركب القوم الظلم والكفر في اختلافهم بعد نبيهم وتفريقهم الأمة، وتشتيت أمر
المسلمين، واعتدائهم على أوصياء رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعد أن بين لهم من الثواب على
الطاعة، والعقاب على المعصية بالمخالفة، فاتبعوا أهواءهم وتركوا ما أمرهم الله به
ورسوله قال تعالى: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ [البينة: 4]، ثم أبان فضل
المؤمنين فقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 7]
ثم وصف ما أعده من كرامته تعالى لهم وما أعده لمن أشرك به، وخالف أمره
وعصى وليه، من النقمة والعذاب، ففرق بين صفات المهتدين، وصفات المعتدين، فجعل ذلك
مسطورا في كثير من آيات كتابه ولهذه العلة قال الله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 24] فترى من هو الإمام
الذي يستحق هذه الصفة من الله عز وجل المفروض على الأمة طاعته؟ من لم يشرك بالله
تعالى طرفة عين، ولم يعصه في دقيقة ولا جليلة قط؟ أم من أنفد عمره وأكثر أيامه في
عبادة الاوثان، ثم أظهر الإيمان وأبطن النفاق؟ وهل من صفة الحكيم أن يطهر الخبيث
بالخبيث، ويقيم الحدود على الأمة من في جنبه الحدود الكثيرة، وهو سبحانه يقول: ﴿أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ
أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: 44]، أولم يأمرالله عز وجل نبيه a بتبليغ ماعهده إليه في
وصيه، وإظهار إمامته وولايته، بقوله: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا
أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67] فبلغ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ماقد سمع، وعلم أن
الشياطين اجتمعوا إلى إبليس فقالوا له: ألم تكن أخبرتنا أن محمدا إذا مضى نكثت
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72