نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73
امته عهده ونقضت سنته، وإن الكتاب الذي جاء به يشهد بذلك، وهو قوله: ﴿وَمَا
مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ
أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى
عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾
[آل عمران: 144] فكيف يتم هذا وقد نصب لامته علما، وأقام لهم إماما؟ فقال لهم إبليس:
لاتجزعوا من هذا فان امته ينقضون عهده ويغدرون بوصيه من بعده، ويظلمون أهل بيته،
ويهملون ذلك لغلبة حب الدنيا على قلوبهم، وتمكن الحمية والضغائن في نفوسهم
واستكبارهم وعزهم فأنزل الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبليس
ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [سبأ: 20])[1]
[الحديث: 115] قال الإمام علي في جواب الزنديق المدعي للتناقض في القرآن: (وأما
قوله: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا
كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ﴾ [الأنبياء: 94] وقوله: ﴿وَإِنِّي
لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ [طه:
82] فان ذلك كله لايغني إلا مع الاهتداء، وليس كل من وقع عليه اسم الإيمان كان
حقيقا بالنجاة، مما هلك به الغواة، ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها
بالتوحيد وإقرارها بالله، ونجا سائر المقرين بالوحدانية من إبليس فمن دونه في
الكفر وقد بين ذلك بقوله: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمانهُمْ
بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]، وبقوله:
﴿مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ
قُلُوبُهُمْ﴾ [المائدة: 41])[2]
[الحديث: 116] عن الاصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أميرالمؤمنين
فقال: يا أميرالمؤمنين إن ناسا زعموا أن العبد لا يزني وهو مؤمن، ولايسرق وهو
مؤمن، ولايشرب الخمر وهو مؤمن ولا يأكل الربا وهو مؤمن، ولا يسفك الدم الحرام وهو
مؤمن، فقد ثقل