نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 139
يبيت حذرا، ويصبح فرحا، حذرا لما حذر من الغفلة،
وفرحا بما أصاب من الفضل والرحمة .. إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها
سؤلها فيما تحب .. قرة عينه فيما لا يزول، وزهادته فيما لا يبقى، يمزج الحلم
بالعلم، والقول بالعمل .. تراه قريبا أمله، قليلا زلله، خاشعا قلبه، قانعة نفسه،
منزورا أكله، سهلا أمره، حريزا دينه، ميتة شهوته، مكظوما غيظه .. الخير منه مأمول،
والشر منه مأمون .. إن كان في الغافلين كتب في الذاكرين، وإن كان في الذاكرين لم
يكتب من الغافلين .. يعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه .. بعيدا فحشه،
لينا قوله، غائبا منكره، حاضرا معروفه، مقبلا خيره، مدبرا شره .. في الزلازل وقور،
وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور .. لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب ..
يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه .. لا يضيع ما استحفظ، ولا ينسى ما ذكر، ولا ينابز
بالألقاب، ولا يضار بالجار، ولا يشمت بالمصائب، ولا يدخل في الباطل، ولا يخرج من
الحق .. إن صمت لم يغمه صمته، وإن ضحك لم يعل صوته، وإن بغي عليه صبر حتى يكون
الله هو الذي ينتقم له .. نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة .. أتعب نفسه
لآخرته، وأراح الناس من نفسه .. بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه
لين ورحمة، ليس تباعده بكبر وعظمة، ولا دنوه بمكر وخديعة)(1)
[االحديث: 812] عن أبي إسحاق
الهمداني، قال: لمّا ولّى الإمام علي محمّد بن أبي بكر مصر وأعمالها كتب له كتابا،
وأمره أن يقرأه على أهل مصر، وليعمل بما وصّاه به فيه، وفيه:
(1) نهج البلاغة، خطبة
184/ 611.
(عليكم بتقوى الله، فإنّها تجمع من الخير مالا يجمع
غيرها، ويدرك بها من الخير مالا يدرك بغيرها من خير الدنيا وخير الآخرة، قال الله
عزّ وجلّ: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 139