نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 183
العبودية
والعبادة
وهي من أشرف المنازل وأعلاها، ذلك أن كل المجاهدات
والمرابطات، إنما تهدف إلى السير والتحقق بالعبودية وصفائها، ولذلك وصف رسول الله
(بالعبودية بأتم وأكمل وأجمل معانيها، وفي أشرف المقامات، قال تعالى: {سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الاسراء: 1]، وقال: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ
عَبْدُ الله يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} [الجن: 19]
وهذه العبودية الخالصة لله تعالى هي العلامة على
التحرر من كل القيود التي تحرم الإنسان من نعمة التواصل مع الله، ومع الكمال
المتاح له، ذلك أنها تجعله متجردا خالصا ليس فيه أي شوائب يمكن أن يتعلق بها
الشيطان أو الأهواء، ذلك أن الشيطان لا يقترب إلا ممن فيه حظ منه، كما قال تعالى:
{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
[98] إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ [99] إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ
وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 98 - 100]
ولهذا وصف الله تعالى المتحررين من كيد الشيطان
واستعماره وسلطانه بكونهم عبيدا لله، قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ
عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر: 42]
فمن وقع في الغواية خرج من العبودية، وصار فيه
استعداد لاستحواذ الشيطان عليه، كما قال تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ
الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ الله} [المجادلة: 19]
فإن نسي العبد ذكر الله، نسي عبوديته، وتحول من حزب
الله إلى حزب الشيطان، قال
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 183