نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255
ربّي؟!)
ثمّ بكى ثمّ أنشأ يقول:
أ تحرقني بالنار يا غاية المنى ... فأين رجائي ثمّ
أين محبّتي
أتيت بأعمال قباح رديّة ... و ما في الورى خلق جنى
كجنايتي
ثمّ بكى وقال: (سبحانك تعصى كأنّك لا ترى، وتحلم
كأنّك لم تعص تتودّد إلى خلقك بحسن الصنيع كأنّ بك الحاجة إليهم، وأنت يا سيّدي
الغنيّ عنهم)، ثمّ خرّ إلى الأرض ساجدا؟ .. فدنوت منه، وبكيت حتّى جرت دموعي على
خدّه، فاستوى جالسا وقال: (من ذا الّذي شغلني عن ذكر ربّي؟) فقلت: أنا طاووس يا
ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون
جافون، أبوك الحسين بن عليّ وأمّك فاطمة الزهراء وجدّك رسول الله (قال: فالتفت
إليّ وقال: (هيهات هيهات يا طاووس، دع عنّي حديث أبي وأمّي وجدّي، خلق الله الجنّة
لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبدا حبشيّا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان قرشيّا، أما
سمعت قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ
يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] والله لا ينفعك غدا إلّا تقدمة
تقدّمها من عمل صالح)(1)
[االحديث: 1367] قال الإمام
الصادق: كان الإمام السجاد لا يضرب عبدا له ولا أمة، وكان إذا أذنب العبد والأمة
يكتب عنده: أذنب فلان، أذنبت فلانة يوم كذا وكذا، ولم يعاقبه فيجتمع عليهم الأدب،
حتّى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان دعاهم وجمعهم حوله، ثمّ أظهر الكتاب ثمّ قال:
يا فلان فعلت كذا وكذا، ولم اؤدّبك أتذكر ذلك؟ فيقول:
(1) مناقب ابن
شهرآشوب) 4/ 150.
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255