نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 256
بلى يا ابن رسول الله، حتّى يأتي على آخرهم، ويقرّرهم
جميعا، ثمّ يقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم، وقولوا: يا عليّ بن الحسين إنّ
ربّك قد أحصى عليك كلّما عملت كما أحصيت علينا كلّما عملنا، ولديه كتاب ينطق عليك
بالحقّ، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ممّا أتيت إلّا أحصاها، وتجد كلّما عملت لديه
حاضرا كما وجدنا كلّما عملنا لديك حاضرا، فاعف واصفح كما ترجو من المليك العفو،
وكما تحبّ أن يعفو المليك عنك فاعف عنّا تجده عفوّا، وبك رحيما، ولك غفورا ولا
يظلم ربّك أحدا، كما لديك كتاب ينطق بالحقّ علينا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ممّا
أتيناها إلّا أحصاها، فاذكر يا عليّ بن الحسين ذلّ مقامك بين يدي ربّك الحكم
العدل، الّذي لا يظلم مثقال حبّة من خردل، ويأتي بها يوم القيامة وكفى بالله حسيبا
وشهيدا، فاعف واصفح يعف عنك المليك ويصفح، فانّه يقول: {وَلْيَعْفُوا
وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ الله لَكُمْ} [النور: 22]، وهو
ينادي بذلك على نفسك ويلقّنهم، وهم ينادون معه وهو واقف بينهم يبكي، ويقول: ربّ
إنّك أمرتنا أن نعفو عمّن ظلمنا، وقد عفونا عمّن ظلمنا كما أمرت فاعف عنّا، فإنّك
أولى بذلك منّا ومن المأمورين، وأمرتنا أن لا نردّ سائلا عن أبوابنا، وقد أتيناك
سؤّالا ومساكين وقد أنخنا بفنائك وببابك نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك، فامنن بذلك
علينا ولا تخيّبنا فإنّك أولى بذلك منّا ومن المأمورين، إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت
من سؤّالك وجدت بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك يا كريم، ثمّ يقبل عليهم فيقول: قد
عفوت عنكم فهل عفوتم عنّي وممّا كان منّي إليكم من سوء ملكة؟ فإنّي مليك سوء لئيم
ظالم مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضّل؟ فيقولون: قد عفونا عنك يا سيّدنا،
وما أسأت، فيقول لهم قولوا: اللهمّ اعف عن عليّ بن الحسين كما عفا عنّا، فاعتقه من
النار كما أعتق رقابنا من الرقّ، فيقولون ذلك، فيقول:
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 256