في حاجة فرجع أحدهما مثل الشن البالي، والآخر شحما وسمينا، فقال: للذي مثل الشن ما بلغ منك ما أرى؟ قال: الخوف من الله، وقال للآخر السمين: ما بلغ بك ما أرى؟ فقال: حسن الظنّ بالله)(1)

[االحديث: 1466] قال الإمام الصادق: (أوحى الله تعالى إلى داود عليه السّلام: ذكّر عبادي من آلائي ونعمائي فإنّهم لم يروا منّي إلّا الحسن الجميل، لئلّا يظنّوا في الباقي إلّا مثل الّذي سلف منّي إليهم، وحسن الظنّ يدعو إلى حسن العبادة، والمغرور يتمادى في المعصية، ويتمنّى المغفرة، ولا يكون محسن الظنّ في خلق الله إلّا المطيع له، يرجو ثوابه، ويخاف عقابه)(2)

[االحديث: 1467] قال الإمام الصادق: (حسن الظن أصله من حسن إيمان المرء وسلامة صدره، وعلامته أن يرى كلّما نظر إليه بعين الطهارة والفضل من حيث ركب فيه وقذف في قلبه من الحياء والأمانة والصيانة والصدق)(3)

[االحديث: 1468] قال الإمام الصادق: (ينبغي للمؤمن أن يخاف الله تبارك وتعالى خوفا كأنّه مشرف على النار، ويرجوه رجاء كأنّه من أهل الجنّة)، ثمّ قال: (إنّ الله عزّ وجلّ عند ظنّ عبده، إن خيرا فخيرا وإن شرّا فشرّا)(4)

[االحديث: 1469] قال الإمام الصادق: (إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النار، يلتفت فيقول الله عزّ وجلّ: اعجلوه فإذا اتي به قال له: عبدي لم التفتّ؟ فيقول: يا ربّ ما كان ظنّي بك هذا، فيقول جلّ جلاله: عبدي وما كان ظنّك بي؟ فيقول: يا ربّ كان ظنّي بك أن تغفر

(1) مشكاة الأنوار/36.

(2) مصباح الشريعة/59.

(3) مصباح الشريعة/58.

(4) روضة الكافي/302.