نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 362
شربة من ماء، ولولا ذلك لما جاء في الحديث: لو أنّ
مؤمنا على قلّة جبل لبعث الله له كافرا أو منافقا يؤذيه، ولولا ذلك لما جاء في
الحديث: إذا أحبّ الله قوما أو أحبّ عبدا صبّ عليه البلاء صبا فلا يخرج من غمّ
إلّا وقع في غمّ ولولا ذلك لما جاء في الحديث: ما من جرعتين أحبّ إلى الله عزّ
وجلّ أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا من: جرعة غيظ كظم عليها أو جرعة حزن عند
مصيبة صبر عليها بحسن عزاء واحتساب، ولولا ذلك لما كان أصحاب رسول الله (يدعون على
من ظلمهم بطول العمر وصحّة البدن وكثرة المال والولد، ولولا ذلك ما بلغنا أنّ رسول
الله (كان إذا خصّ رجلا بالترحّم عليه والاستغفار استشهد .. فعليكم يا عمّ وابن
عمّ وبني عمومتي واخوتي بالصبر والرضا والتسليم والتفويض إلى الله جلّ وعزّ،
والرضا والصبر على قضائه والتمسك بطاعته والنزول عند أمره، أفرغ الله علينا وعليكم
الصبر وختم لنا ولكم بالأجر والسعادة، وأنقذكم وإيّانا من كلّ هلكة بحوله وقوّته
أنّه سميع قريب وصلّى الله على صفوته من خلقه محمّد النّبي وأهل بيته)(1)
[االحديث: 2001] قال الإمام
الصادق يوصي بعض أصحابه: (يا حفص إنّ من صبر صبر قليلا، وإنّ من جزع جزع قليلا)،
ثمّ قال: (عليك بالصبر في جميع أمورك، فإنّ الله عزّ وجلّ بعث محمّدا (فأمره
بالصبر والرفق، فقال: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا
جَمِيلًا (10)
وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} [المزمل:
10، 11]، وقال تبارك وتعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت:
34،
(1) مستدرك الوسائل 1/
138.
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 362