نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 363
35]، فصبر رسول الله (حتّى نالوه بالعظائم ورموه بها،
فضاق صدره فأنزل الله عزّ وجلّ عليه: ولَقَدْ نَعْلَمُ {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ
يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ
السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 97 -
99] ثمّ كذّبوه ورموه، فحزن لذلك، فأنزل الله عزّ وجلّ: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ
لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ
الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ الله يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ
قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأوذوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا}
[الأنعام: 33، 34] فألزم رسول الله (نفسه الصبر، فتعدّوا فذكروا الله تبارك وتعالى
وكذبوه، فقال: قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي ولا صبر لي على ذكر إلهي، فأنزل الله
عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي
سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}
[ق: 38، 39] فصبر رسول الله (في جميع أحواله ثمّ بشّر في عترته بالأئمة ووصفوا
بالصبر، فقال جلّ ثناؤه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا
صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24] فعند ذلك قال رسول الله
(: الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، فشكر الله عزّ وجلّ ذلك له، فأنزل الله عزّ
وجلّ: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إسرائيل بِمَا صَبَرُوا
وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا
يَعْرِشُونَ} [الأعراف: 137] فقال رسول الله (: إنّه بشرى وانتقام، فأباح الله عزّ
وجلّ له قتال المشركين فأنزل [الله]: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ
وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}
[التوبة: 5] فقتلهم الله على يدي رسول الله (وأحبّائه وجعل له ثواب صبره مع ما
ادّخر له في الآخرة، فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتّى يقرّ الله له عينه في
أعدائه، مع ما يدّخر له في الآخرة)(1)
(1) أصول الكافي 2/
88.
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 363