responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 475

(112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ} [الصافات: 104 - 113]

فالله تعالى في هذه الآيات الكريمة بين أنه لم يكتف بأن يرسل الفداء العظيم لإبراهيم عليه السلام، وإنما أضاف إليه أولئك الأولاد المباركين، الذين جعلهم الله تعالى مكافأة على مسارعته لتنفيذ الأمر الإلهي.

وهكذا يذكر الله تعالى أن الطريق لتحقيق التسليم لله تعالى تسليما مطلقا هو المعرفة به، واليقين برحمته ولطفه وكرمه وكل الصفات الدالة على إحسانه، والتي أثبتها الواقع، ودل عليها.

ومن الأمثلة القرآنية على ذلك ما ذكره الله تعالى عن نوح عليه السلام، وكيف أمره الله تعالى ببناء سفينة في البر، وكيف سارع نوح عليه السلام لتنفيذ الأمر الإلهي، وقد كان في ذلك نجاته مع المؤمنين به، على الرغم من سخرية قومه منه، قال تعالى: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [هود: 38، 39]

وهكذا ورد في القرآن الكريم اعتبار التفويض والتوكل من المنازل الضرورية للنفس المطمئنة، والتي لا يمكن أن تكون مطمئنة من دونها، ذلك أنها ترتبط بتصديق الله تعالى فيما أخبر عباده عنه من قيامه بشؤون خلقه، ورحمته بهم، وتدبيره لأمورهم، وكل ذلك يجعل النفس ممتلئة بالراحة لتدبير الله تعالى، ولذلك تكل كل شؤونها إليه رضى وثقة بكونه أدرى بمصالحها منها .. وذلك ما يُطلق عليه التفويض.

ويشير إلى ذلك قوله تعالى على لسان مؤمن آل فرعون: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ

نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست