نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 570
ولهذا، فإن أصحاب هذه المنزلة هم الذين انشغلوا في
الدنيا بتحقيق الغاية من خلقهم، وهي البحث عن سبل الهداية، والسير على ضوئها،
والتحول بعد ذلك إلى منارة من مناراتها، كما قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ}
[الأنبياء: 51]، وقال: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام: 75]
وقد أشار إليهم القرآن الكريم في سورة الفاتحة، ودعا
إلى الالتزام بسراطهم المستقيم، قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 6، 7]
وقد عرف هؤلاء، والمجامع الكبرى لهم، فقال: {وَمَنْ
يُطِعِ الله وَالرَّسُولَ فَأولئك مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أولئك
رَفِيقًا} [النساء: 69]، وقد وردت بعد قوله تعالى: {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا
مُسْتَقِيمًا} [النساء: 68]
وهذا يدل على أن الصراط المستقيم ليس مجرد قيم نظرية
جامدة، وإنما هو قيم واقعية حية يمثلها هؤلاء المقربون الذين جعلهم الله تعالى
حججا على عباده، ومنارات يهتدون بها.
ولهذا؛ فإن الكثير من الأحاديث التي سنذكرها في هذا
الفصل، وخاصة تلك التي وردت عن أئمة الهدى تشير إلى نوع الصادقين في اتباعهم
والولاء لهم، حتى لا يدعي ذلك المدعون كذبا وزورا.
أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية:
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية
والشيعية:
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 570