نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 95
التقوى والورع
وهي من المنازل الضرورية للسالكين، ذلك أنها الطريق
الذي يتقي به المؤمن كل ما يحرمه من العبودية الخالصة لله تعالى؛ فتجعله وقافا عند
أوامر الله، لا يجده إلا حيث أمره، ولا يفقده إلا حيث نهاه.
ولهذا ورد في القرآن الكريم الحديث عنها، وعن الجزاء
العظيم المُعد لأهلها .. وهو جزاء لا يرتبط فقط بالآخرة، وإنما يرتبط بالدنيا،
وبكل الأحوال والمراحل التي يمر بها الإنسان ..
ومن الأمثلة على ذلك الجزاء العظيم الذي خص الله
تعالى به المتقين في الآخرة ما ورد في قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي
جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ
ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ
وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أموالهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ
وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 15 - 19]، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ
وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر: 54، 55]، وقال:
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ} [المرسلات: 41 - 44]، وقال: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا
حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا وَكَأْسًا دِهَاقًا لَا
يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً
حِسَابًا} [النبأ: 31 - 36]، وغيرها من الآيات الكريمة.
ومن الجزاء العظيم المعد لهم في الدنيا ذلك الاستعداد
الذي وفرته لهم التقوى للتحقق بالهداية، كما قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا
رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]،
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 95