عبر عنها بقوله في مقدمته: (حتّى بعد أن ظهر التفسير الاجتهادي في الوجود،
كان التفسير الأثري من أوثق أركانه وأعظم منابعه في الاستخراج والتحقيق.. وعليه
فالتفسير بشتّى أنحائه وأشكاله لا غنى له عن مراجعة الأصول والأقوال المأثورة عن
السلف الصالح وسائر الأعلام، غير أنّ هناك بعض الخلط بين السليم والسقيم من تلك
الآثار، بما يستدعي تمحيصا وتحقيقا شاملا، لكي يمتاز الصدف عن الخزف وتخلص الجواهر
من الأحجار.. وهذا الذي بين أيديكم محاولة لمعرفة الصحيح من الضعيف من الأخبار،
فيما يعود إلى تفسير القرآن الكريم، محاولة في ضوء محكمات الكتاب والسنة القويمة،
عرضا فنّيّا وفق أصول تقييم الآثار، ولعلّنا لم نأل جهدا في جمع الأخبار والآثار
من أمّهات الكتب والأصول المعتمدة لدى كافّة المسلمين وعلى مختلف طوائفهم فيما
اعتمدوه من كتب الحديث والتفسير، ونضدها ونقدها حسب المناسبة، وعرضها في أسلوب
منهجيّ رتيب، عسى أن نكون قد نفعنا بها إن شاء الله، وساعدنا على ذلك جماعة من
العلماء من ذوي الاختصاص بعلوم القرآن في الحوزة العلميّة بقم المقدّسة، سوف ننوّه
بأسمائهم، لنشكرهم على هذا الجهد المتضامن) [1]
1. بعد ذكر الآية يأتي على شرح معناها اعتماداً على الآيات القرآنية
والشواهد الأخرى، ثم يفسّرها استناداً الى الروايات الأخرى المنقولة عن النبي a وأئمة الهدى أو الصحابة الذين كانوا
يهتمون بفهم معاني القرآن، ثم يستعرض الأحاديث ذات الصلة بأي جانب من الفضائل
والقراءة والنظم والبديع وتوضيح المعاني والأحكام.