البحث في كل موضوع فرصة طويلة، فتتعثر حركة التحقيق والبحث وتسير ببطء) [1]
ثم بين ضرورة هذا النوع من الأعمال لخدمة التدبر القرآني، فقال: (إن التفاسير
التي حررها العلماء والمحققون المسلمون حسب مستوى ثقافة العصر ذخائر ثمينة بين
يدينا. إلا أن الاستفادة من هذه المصادر تستدعي وقتاً وجهداً كبيرين، وتترك الباحث
دائماً في هاجس من عدم استيعابه لكل الأبعاد والنظريات القرآنية.. وهناك كثير من
التفاسير الموضوعية والمعاجم اللفظية والمعنوية.. إلا أنها لا تشبع كل ما يحتاجه
الباحث القرآني.. حينئذ رأيت أن الواجب يفرض عليّ أن أبذل الجهد في سبيل تعبيد
طريق البحث القرآني، وتوفير الوقت والجهد إمام الباحثين في استلهام القرآن
واستكشاف نظراته، وأن أبدأ في إعداد مقدمات هذا العمل لأسد هذا النقص العلمي في ثقافتنا
الدينية) [2]
ثم ذكر العقبات التي اعترضته، فقال: (لكن في أيام الاستبداد المرة، حيث
كانت أكثر طاقاتنا وأوقاتنا تصرف في العلم النضالي، ولم تترك المجال المطلوب
لتجسيد هذا الإحساس المقدس والهدف الرفيع.. خلال مراحل النضال السلبي بأسرها كنت
أهم بإنجاز هذا المشروع، كلما وقعت في شراك السجن وبعد إتمام مراحل التحقيق
والاستجواب.. لكن قصر مدة تلك الفترات لم تكن وافية لتحقيق هذا الهدف.. في نهاية
المطاف استجيب دعائي وتوفرت لي فرصة مناسبة ومجال واسع لطرح هذا المشروع وتحقيق
هذا التطلع الملح) [3]
ومما ورد في [معجم الدراسات القرآنية] تعريفا بهذا العمل بأقسامه
المختلفة: (ومن
[1]
رجعنا في المعلومات الواردة هنا إلى: تفسير راهنما، ج1 /11، من مقدمة سماحة الشيخ
الرفسنجاني قبل مقدمة مركز الثقافة والمعارف القرآنية، وانظر: مجلة قضايا إسلامية،
عدد 7، ص357، مجلة بينات، عدد 4 /161 وعدد 25 /152.