أطلِق على كل واحد منهما، لأن كل اسمٍ موضوع لمعنيين معاً يطلق على كل
واحد منهما إذا انفرد، كالمائدة: للخوان وللطعام، ثم قد يسمى كل واحد منهما
بانفراده به، وليس القرء اسماً للطهر مجرداً، ولا للحيض مجرداً بدلالة أن الطاهر
التي لم تر أثر الدم لا يقال لها ذات قرء، وكذا الحائض التي استمر بها الدم لا
يقال لها ذلك) [1]
نفي معان موهومة: حيث يحرص الراغب على نفي المعاني الموهومة، ويبين المعنى
اللائق باللفظ، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره في مادة [خوف] حيث ذكر أن (الخوف من الله:
لا يراد به ما يخطر بالبال من الرعب، كاستشعار الخوف من الأسد، بل إنما يراد به
الكف عن المعاصي وتحري الطاعات.. والتخويف من الله تعالى: الحث على التحرز وقال:
{وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي} [مريم 5]. فخوفه منهم ألا يراعوا
الشريعة، ولا يحفظوا نظام الدين لا أن يرثوا ماله ـ كما ظنه بعض الجهلة ـ فالقِنْيات
الدنيوية أخسّ عند الأنبياء ـ عليهم السلام ـ من أن يشفقوا عليها)[2]
قواعد كلية: حيث نرى الراغب ـ أثناء شرحه لبعض الكلمات ـ يحاول استخراج
قواعد كلية يستخلصها من تتبع الاستعمال القرآني للكلمة، ومن الأمثلة على ذلك
اعتباره أن (كل موضع ذكر فيه لفظ [تبارك] تنبيه على اختصاصه تعالى بالخيرات[3].. وكل موضع أثبت الله
السمع للمؤمنين، أو نفى عن الكافرين، أو حث على تحريه، فالقصد به إلى تصور المعنى
والتفكر فيه[4].. وكل موضع مدح الله
تعالى بفعل الصلاة أو حث عليه، ذُكِر بلفظ